للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تحرف اسمهم فصار ينطق به (أنس)، وعنس هو ابن مالك (وهو مذحج) وكان وافد عنس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل يقال له ربيعة، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله، فقال: أراغبا جئت أم راهبًا؟ فقال: أما الرغبة فوالله ما في يديك مال، وأما الرهبة فوالله إني لببلد ما تبلغه جيوشك، ولكنى خوفت فخفت، وقيل لي: آمن بالله فآمنت، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على القوم فقال: ربّ خطيب من عنس، فمكث يختلف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جاءه يودعه، ثم خرج فمات في الطريق رحمه الله (١).

-٥١ -

[وفد الداريين]

الداريون بطن من لخم من القحطانية، وهم بنو الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم، وكان الداريون مجاورين لرومان.

كان وفدهم الذي وفد لإسلامهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة نفر، فيهم تميم الدارمي (٢) وفدوا عقب انصراف النبي - صلى الله عليه وسلم - من تبوك، فأسلموا، وبدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسم رجلين منهم، الطيب سماه: عبد الله، وعزيز سماه: عبد الرحمن، وروى أن تميم الدارمي قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لنا جيرة من الروم، لهم قريتان يقال لإحداهما حبرى، والأخرى بيت عينون، فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لي. قال: فهما لك، فلما قتحت قوات الخليفة الأول الشام، أعطى الخليفة تميمًا ذلك وكتب له بهما وثيقة (٣)، ويظهر أن وفد الداريين جاء في أوائل السنة الحادية عشرة؛ لأن هذا الوفد أقام بالمدينة حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) طبقات ابن سعد ج ١ ص ٣٤٣.
(٢) هو تميم بن أوس بن خارجة الدارمي اللخمى، كان نصرانيًّا فأسلم سنة تسع هجرية، كان كثير العبادة والتهجد، كان أول من أسرج السراج في المساجد في عهد الخليفة الفاروق، أقام بفلسطين في قريته التي أقطعه إياها الرسول - صلى الله عليه وسلم - قريبًا من القدس، روى عنه الحديث خلق أكثر.
(٣) أسد الغابة ج ١ ص ٢١٥ ومعجم قبائل العرب ج ١ ص ٣٧٠ وطبقات ابن سعد ج ١ ٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>