أَمرهم الرسول الذي قال لهم (قبيل نشوب المعركة): إن اكتنفكم القوم فانضحوهم بالنبل، ولا تحملوا حتى تؤذنوا.
ولقد كان لهذه الخطة الحربية الحكيمة التي وضعها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أَكبر الأَثر في تعزيز موقف المسلمين وإضعاف عدوهم.
وذلك أَن المسلمين -بوقوفهم موقف الدفاع- عندما بلغ الهجوم القرشي ذروته، قد أَلحقوا بالمشركين خسائر فادحة، أَثناء هجماتهم المتتالية التي شنوها في حنق على صفوف المسلمين التي ظلت ثابتة تصارع مكانها، حتى استنفدت ما عند العدو من حماس وعزيمة.
[الهجوم المضاد]
وبعد أَن ذهبت حدة هجمات العدو وفتر حماس جنده، صدرت الأَوامر إلى كتائب الإِسلام أَن يهجموا على العدو.
فقاموا بهجوم مضاد كاسح فاتسع نطاق المعركة، بعد أَن مالت صفوف المسلمين المنظمة على جموع المشركين، التي بعثرها تكرار الهجمات الفاشلة التي لم يفلح بها المشركون في إزاحة طوابير المسلمين عن مراكزها.
وبينما كانت المعركة محتدمة والفوارس وسط أَتونها بين كر وفر، كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مقر قيادته يرقب بسالة جنوده وجلد قواده في إشفاق ورجاءٍ.
روى البخاري أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان وقت اشتداد المعركة يقول (وهو في مقر قيادته، متوجها إلى ربه) اللهم أَنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن