للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإِمبراطور الذي كان يحاصرها يكتب لمجلس الشيوخ في روما - حين وجهوا إليه اللوم لعجزه ثلاث سنوات عن اقتحام مدينة تتولى مسئولية الدفاع عنها امرأة -". . إن الشاهد يرى ما لا يراه الغائب. إننى أحارب وأحاصر امرأة إذا حاربت فهي أرجل من الرجال" (١).

[تدمر قبل ملوك آل أذينة]

مما لا جدال فيه أن بقايا العمالقة من العرب كانوا هم المسيطرين على مدينة تدمر وما حواليها من الصحراء وكانوا يحكمون تلك المنطقة قبل الميلاد بعدة قرون. إلا أنَّه لا في التاريخ الإِسلامي ولا في التاريخ الأوروبى وجد "قبل ملوك آل أذينة" اسم حاكم من حكام تدمر، رغم مرور قرون عديدة قبل الميلاد على الوجود العربي في هذه المدينة وما حواليها من بادية الشام.

غير أن سياق المؤرخين الغارفين من المصادر اليونانية والرومانية تشير إلى أن تدمر كانت عريقة في الحضارة والسيادة والملك وأنها كانت قبل الميلاد تحكم من قبل مجلس شيوخ من أهلها العرب، على الطريقة اليونانية وإنها كانت مملكة نموذجية فرئيس مجلس الشيوخ في "تدمر" قبل الميلاد "وقبل أن يتسلط عليها الرومان" يسمى "البرويدروس".

وهو تعبير يونانى (٢).

[تدمر والرومان]

وطوال قرون متعاقبة حاول الرومان إدخال "مملكة تدمر العربية" ضمن ممتلكات ما وراء البحار التابعة لروما ولكنهم فشلوا فشلًا ذريعًا حتى عام ١٣٠ بعد الميلاد إذ استولى عليها الإِمبراطور هدريان وغير اسمها إلى هادربانا بالميرا.

وكانت آخر محاولة فاشلة قام بها أباطرة الرومان قبل الميلاد للاستيلاء على مملكة تدمر هي تلك المحاولة التي قام بها الإِمبراطور "ماركس أنطونيوس" في


(١) انظر كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام).
(٢) العرب قبل الإِسلام. . تعليقًا للأستاذ حسين مؤنس. . وانظر مزيدًا من التفاصيل عن هذا الموضوع في كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام).

<<  <  ج: ص:  >  >>