المسلمون من كوارث متلاحقة خلال الأشهر القلائل التي تلت نكبة أُحد.
[فاجعة بئر معونة]
ففي شهر صفر من السنة الثالثة للهجرة، وبعد أربعة أشهر فقط من موقعة أحد نزلت بالأمة الإسلامية الوليدة نكبة مروعة، لا تقل في آثارها العميقة الموجعة عن نكبة أحد، فقد جاء أحد سادات بنى عامر في نجد وهو جعفر بن مالك الملقب (بملاعب الأسنة)، جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعد أن سمع من أعجبه ما سمع فلم يسلم ولكنه لم يبعد من الإسلام، ثم أشار على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرسل إلى نجد بعثة ممن أصحابه تدعو إلى الإسلام وتشرح للناس حقائقه وأهدافه لعلهم يستجيبوا له.
ولما أبدى النبي - صلى الله عليه وسلم - تخوفه غدر أهل نجد على أصحابه، أعلن الزعيم العامري بأنهم في جواره ما داموا هناك .. والجوار له منزلته العظمى عند العرب، فهو بمثابة صك الحماية والأمان، يبذل معطيه روحه للدفاع عمن أعطاه له.
ولما كان (ملاعب الأسنة) زعيمًا من كبار زعماء بنى عامر، وكان صادقًا في حديثه اطمأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ووافق على اقتراحه، فأرسل (في جواره) إلى نجد سبعين من خيرة أصحابه وشجعانهم وكبار فقهائهم وقرائهم برسم الدعوة إلى الإسلام ونشره في تلك الربوع بالطرق وقرائهم برسم الدعوة إلى الإسلام بالطرق السليمة التعليمية الصرفة، ولكن عدو الله عامر بن الطفيل العامري وهو شاب وثنى طائش أرعن استخف بعضًا