للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتت هذه الأخطار من قبل أعراب نجد والحجاز الذين عادوا (كاليهود تمامًا) إلى نشاطهم ضد المسلمين، حيث طمعوا فيهم بعد أن ظنوا بهم الضعف والانهيار بعد النكسة العسكرية التي أصيبوا بها في موقعة أحد.

فقد أخذ هؤلاء الأعراب من بنى أسد في نجد وهذيل في الحجاز يحشدون قواهم للإغارة على المدينة بقصد القضاء على المسلمين والاستيلاء على كل خيرات المدينة وزروعها وثمارها، مما اضطر النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يبادر فيوجه جل إهتمامه لدفع الخطر والقضاء عليه في مكان تجمعه قبل أن يتحرك نحو يثرب.

فجرد حملة عسكرية بقيادة أحد أصحابه لتأديب بنى أسد وضربهم في ديارهم، كما أرسل أحد الفدائيين من أصحابه إلى الحجاز ليفتك بقائد الحشد الهذلى قبل أن يتحرك بحشوده، وقد نجح النبي - صلى الله عليه وسلم - في تفادى خطر الغزو الخارجى هذا، إذ تمكن قائد جيشه إلى بنى أسد من الوصول إلى ديار هذه القبيلة وتشتيت حشودها قبل أن تتحرك كما تمكن الفدائى من أصحابه من قتل قائد الحشد الهذلى في الحجاز قبل أن يتحرك نحو المدينة (١). إلا أن هذه الحركات السريعة الناجحة التي دفع بها النبي - صلى الله عليه وسلم - الخطر الخارجى لم يكن له كبير أثر على تحركات اليهود المشبوهة، فقد استمروا في رسم مخططاتهم العدوانية وتنظيماتهم التخريبية ضد المسلمين، شجعهم على ذلك ما تعرض له


(١) انظر تفاصيل هذه الحوادث في كتابنا (غزوة الأحزاب) الفصل الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>