تعالى، إذ بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - نبأ هذا الحدث الخطير فسارع - مع المهاجرين - بالخروج إلى المكان الذي اتعدوا فيه للحرب فوجدهم يحتشدون كل قبيلة في ناحية، فعمل بما أتاه الله من حكمة على إخماد هذه الفتنة الخطيرة.
حيث وقف بين القبيلتين خطيبًا قائلًا .. يا معشر المسلمين الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر، وألف بين قلوبكم؟ ؟ . وهنا عاد إلى الفريقين رشدهم وأدركوا أنها مكيدة يهودية فأغملوا سيوفهم ونكسوا رماحهم، ثم استرجعوا وبكوا وأخذ الرجال من القبيلتين يعانق بعضهم بعضًا.
[إحباط فتنة اليهود]
وبهذا أحبط النبي - صلى الله عليه وسلم - مساعى اليهود الخبيثة وردهم على أعقابهم خائبين بعد أن كادت تنجح دسائسهم ومؤامراتهم التي تستهدف تمزيق وحدة المسلمين الوليدة.
ولم يترك اليهود وسيلة يظنونها تنال من دين محمد - صلى الله عليه وسلم - وتجعل الناس ينفضون من حوله ويتركوه وحيدًا إلا اتبعوها مهما كان فيها من السخف والتناقض، اجتمع (مرة) بعض أحبارهم - وقد أعيتهم الحيل وأقض مضاجعهم تزايد دخول العرب في الإسلام - فقال عبد الله بن صيف وعدى بن زيد والحارث بن عوف بعضهم لبعض .. تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غدوة ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم