للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (١).

وبالرغم من عمل المنافقين التخريبى وتكاسلهم عن العمل في الخندق، فإن عملهم الخبيث هذا لم يؤثر (كثيرًا) على سير عملية الحفر، فقد أجهد الصحابة أنفسهم في العمل حتى تم حفر الخندق كما أراد الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - وقبل وصول جيوش الأحزاب بعد أيام.

ورغبة من القيادة العامة إنجاز حفر الخندق بأسرع ما يمكن لجأت إلى بث روح التنافس الشريف بين المسلمين في الحفر.

[طول الخندق]

فقد قسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - المساحات المطلوب حفرها خندقًا، بين أصحابه لكل عشرة منهم أربعين ذراعًا، عليهم أن ينجزوا حفرها، (في حدود العمق والعرض الذي حددته القيادة لهم)، بأسرع ما يمكن.

وقد بلغ طول الخندق حوالي خمسة آلاف ذراع، أما عمق الخندق فلا يمكن أن يكون أقل من سبعة أذرع، والعرض (كذلك) لا يمكن أن يكون أقل من تسعة أذرع، لأن الخيل باستطاعتها أن تقتحم ما هو أقل من هذه المسافة.

وقد استغرق حفر الخندق (كما يقول ابن القيم في الهدى النبوى) شهرًا كاملًا.


(١) النور ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>