وبعد، لقد تعمدنا في مناقشة المعترضين على حكم الإعدام الجماعي الصادر بحق يہهود بني قريظة والنافذ فيهم .. تعمدنا إغفال النصوص الشرعية والاحتجاج بها، ومناقشتهم في حدود مفهوم الأعراف والقوانين العصرية التي يقدِّسونها، لأنهم لا يؤمنون بالإسلام الذي هو مصدر تلك الأحكام التي نفِّذت في اليهود.
فصار من غير المجدى محاولة إقناعهم بوجاهة ذلك الحكم وعدالته عن طريق الرجوع بهم إلى قواعد ونصوص الشريعة الإسلامية من آيات وأحاديث.
فهذه النصوص والقواعد إنما يُناقش في حدودها من يؤمن بمصدرها ويري نفسه ملزمًا بالرضوخ لها والاحتكام إليها.
وأعداءُ الإسلام هؤلاء وفروخهم الذين يسيرون على أصول قوانينهم في تشريعاتهم الوضعية إنما يهدفون بمحاولاتهم الطعن في الحكم الصادر بحق اليهود، انتقاص أُصول هذه الشريعة الإسلامية الغراءِ، ولهذا لزم إبطال مزاعمهم ونقض مطاعنهم في حدود قانونهم وبمنطقهم ذاته.
[حكم بني قريظة في شريعهم]
وهناك أمر آخر مهمٌّ لا بد من ذكره بهذه المناسبة، وهو أن الحكم الذي أصدره سعد بن معاذ على يهود بني قريظة وأقرَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقام بتنفيذه، قد جاء (تمامًا) وفق الشريعة الموسوية عند اليهود أنفسهم كما في التوراة عندهم.