[إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص شهر صفر سنة ٨ للهجرة]
ولعل من أهم الأحداث التي حدثت في أوائل السنة الثامنة للهجرة. وكان لها الأثر الفعال في تقوية الجانب الإِسلامي. وتوهين الجانب القرشي هو دخول ثلاثة من أعظم القادة القرشيين في الإِسلام بعد أن تركوا مكة وهاجروا إلى المدينة ليعلنوا إسلامهم بمحض اختيارهم. وهم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة العبدرى.
فخالد بن الوليد كان صاحب حرب قريش وفارسها وقائد سلاح فرسانها. وعمرو بن العاص كان ملاذ قريش في حل المشاكل السياسية لأنه كان ذا دهاء وخبرة بالحيل .. أما عثمان بن طلحة فقد كان سيد بني عبد الدار. وصاحب لوائها وسادن الكعبة.
أما خالد بن الواجد فقد عرفنا جانبًا من قصة استعداده للدخول في دين الإِسلام حين جادل صديقه وابن عمه عكرمة بن أبي جهل. وسيد بني أمية أبا سفيان بن حرب. ولنترك هذا الفارس العظيم يكمل لنا قصة إسلامه الشيّقة كما رواها الواقدي. وغيره من أصحاب السير.
قال خالد بن الوليد: لما أراد الله بي من الخير ما أراد. قذف في قلبى حب الإِسلام وحضرني رشدى، وقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد فليس موطن أشهده إلا أنصرف وأنا أرى في نفسي أنى موضع في غير شيء وأنّ محمدًا سيظهر. فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحديبية. خرجت في خيل من المشركين فلقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه بعُسفان، فقمت بإزائه وتعرضت له وصلى بأصحابه الظهر أمامنا فهممنا أن نغير عليه، ثم لم يعزم لنا فكانت فيه خيرة. فاطلع على ما في أنفسنا من الهموم فصلى بأصحابه صلاة العصر. صلاة الخوف، فوقع ذلك منى موقعًا وقلت: الرجل ممنوع وافترقنا.
وعدل - صلى الله عليه وسلم - عن سنن خيلنا وأخذ ذات اليمين فلما صالح قريشًا بالحديبية ودافعت قريش بالرواح قلت في نفسي: أيّ شيء بقى؟ . أين المذهب إلى النجاشي؟