للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا خيرًا يا أُم فلان هو بحمد الله كما تحبين، قالت (ليزول ما علق بقلبها من قلق عليه نهائيًا): أرونيه حتى أنظر إليه، فلما رأته سالمًا قالت (مشيرة إلى مصيبتها بفقد أبيها وزوجها وابنها وأخيها): "كل مصيبة بعدك جلل" (١).

وفي رواية أن الدينارية هذه جاءت إلى مصارع القوم في المعركة فمرت بأبيها وابنها وأخيها وزوجها صرعى، وصارت كلما سألت عن واحد وقالت من هذا قيل لها:

هذا أبوك وابنك وزوجك وأخوك، فلم تكترث، بل صارت تقول (والقلق يتناولها): ما فعل رسول الله؟ ؟ .

فيقولون: أمامك حتى جاءته وأخذت بناحية ثوبه ثم جعلت تقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذا سلمت من عطب" (٢).

[إن زوج المرأة لبمكان]

وفي طريق عودة الجيش إلى المدينة التقى النبي - صلى الله عليه وسلم - ببنت عمته (حمنة بنت جحش) (٣) فقال لها (معزيًا في مصابها) احتسبي.

فقالت من يا رسول الله؟ ؟ .


(١) تريد صغيرة، قال ابن هشام، الجلل يكون من القليل ومن الكثير.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٤٤.
(٣) هي حمنة بنت جحش الأسدية، كانت زوج مصعب بن عمير العبدري (حامل لواء المسلمين يوم أحد) فلما استشهد تزوجها طلحة بن عبيد الله، أمها وأم أختها زينب زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم) أميمة بنت عبد المطلب، كانت حمنة من المبايعات، وكانت (كما قال في الإصابة تسقي العطشى وتحمل الجرحى وتداويهم، قال ابن سعد أطعمها رسول الله صلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>