إهداره بقوة السلاح حين أَعلنت أَنها ستحول (بحدّ السيف) دون دخول المسلمين مكة حتى وإن كانوا جاءوا للعمرة فقط.
[بدء المفاوضات]
كان الجو أكثر صفاءً والحالة أكثر هدوءًا في محيط الفريقين أكثر من أي وقت مضى، عندما وصل وفد قريش إلى الحديبية.
فقد كانت قريش جادة هذه المرة في المفاوضة، بل وراغبة كل الرغبة في حل المشكلة لتتجنب الصدام المسلح الذي أَرعبها وشوك وقوعه والذي لم يكن لدى سادات مكة وقادة أَلويتها المؤلفة من أكثر من ثمانية آلاف مقاتل أَن قريشًا ستكون هي الخاسرة إذا ما نشب الصدام، بالرغم من أن قوات قريش تقدّر بثمانية آلاف مقاتل، بينا قوة المسلمين لا تزيد على أَلف وأَربعمائة.
وقد استمد زعماءُ قريش وقادها العسكريون اعتقادهم بأَنهم - مع هذا التفوق - سيخسرون المعركة - استمدّوا هذا الاعتقاد من التجارب العملية التي لمسوها في المعارك التي خاضوها ضد المسلمين، والتي خرجوا منها بدرس لن ينسوه أَثناء بحث أَيّ نزاع بينهم وبين المسلمين، وهو أن التفوق البشري وكثرة السلاح وجودة التسليح ليس كافيًا لإحراز النصر في المعارك، إذ أن هذا التفوق الكبير يكون في حساب اليسار في علم الحساب لا وزن له ولا قيمة.
لهذا سارعت قريش - عندما جدَّ الجد - إلى التفاوض مع المسلمين لتتنجب الدخول معهم في صدام حقيقي مسلح.