ويالله ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبيها الذي تؤمن به ورجلها الذي تحبه يقول لها:"أما بعد فإنه بلغني عنك كذا، فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله تعالى، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفرى الله تعالى وتوبى إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه".
فتعلم أنه شاك فيها، لا يستيقن من طهارتها، ولا يقضى في تهمتها وربه لم يخبره بعد، ولم يكشف له عن براءتها التي تعلمها ولكن لا تملك إثباتها، فتمسى وتصبح وهي متهمة في ذلك القلب الكبير الذي أحبها، وأحلها في سويدائه.
[وصف محنة الصديق الأكبر وأهل بيته]
وها هو ذا أبو بكر الصديق - في وقاره وحساسيته وطيب نفسه يلذعه الألم وهو يرمى في عرضه في ابنته زوج محمد صاحبه الذي يحبه ويطمئن إليه، ونبيه الذي يؤمن به ويصدقه تصديق القلب المتصل، لا يطلب دليلًا من خارجه .. وإذا الألم يفيض على لسانه وهو الصابر المحتسب القوى على الألم، فيقول: والله ما رُمينا بهذا في جاهلية، أفنرضى به في الإسلام؟ .
وهي كلمة تحمل من المرارة ما تحمل حتى إذا قالت له ابنته المريضة المعذبة: أجب عنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال، في مرارة هامدة والله ما أدرى ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأُم رومان - زوج الصديق - وهي تتماسك أمام ابنتها المفجوعة في كل شيء. المريضة التي تبكى حتى تظن أن البكاء فالق كبدها، فتقول