للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في آخر ذلك جمعا ليس بالكثير. فقاتلوا ساعة وتراموا بالنبل، ورمى يومئذ عامر بن ربيعة بسهم فأصيب ذراعه. وحمل المسلمون عليهم فهربوا. وأعجزوا هربا في البلاد وتفرقوا. ودوخ عمرو ما هناك وأقام أياما لا يسمع لهم بجمع ولا بمكان صاروا فيه. وكان يبعث أصحاب الخيل فيأتون بالشاء والنعم، وكانوا ينحرون ويذبحون، لم يكن في ذلك أكثر من ذلك، ولم تكن غنائم تقسم إلا ما ذكر له (١).

ولا شك أن المسلمين - بنجاحهم في تشتيت جموع قبائل الشمال المعادية - قد أمنوا على المدينة من أي غزو خارجى. فقد جربت غطفان (أقوى وأشرس القبائل النجدية الوثنية) حظها حيث كان نصيب محاولتها اقتحام المدينة (بتحريض من يهود خيبر في غزوة الأحزاب) الفشل وها هي عشائر قضاعة من بلى وعذرة وغيرهم تنالها - بالتأديب - قوات الجيش النبوى في ديارها قبل أن تستكمل احتشادها لتتحرك نحو المدينة لغزوها بإسناد من القادة العسكريين الرومان الذين يحكمون الأقاليم الجنوبية من الشام.

[عودة ابن العاص المنتصر إلى المدينة]

وبعد أن دوخ عمرو بن العاص قبائل بلى وعذرة وكل عشائر قضاعة وبلقين في الشمال وشتت جموعهم وجاس خلال ديارهم حتى وصل مشارف الشام. قرر العودة إلى المدينة بجيشه الذي لم يصب منهم أحد سوى رجل واحد جرح جراحة طفيفة بسهم أصابه من الأعداء أثناء الترامى.

[البشر بالنصر إلى المدينة]

وقبل أن يتحرك عمرو بن العاص نحو الجنوب عائدا بجيشه بعث عوف بن مالك الأشجعي (٢) أمامه إلى المدينة ليبشر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما حقق الله لجيشه


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٧١ تحقيق الدكتور مارسدن جونس. وطبعة جامعة أكسفورد.
(٢) هو عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي. . قال الواقدي: أسلم عام خيبر وقيل كانت معه راية =

<<  <  ج: ص:  >  >>