للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء، ككفالة الحواريين لعيہسى ابن مريم، وأَنا كفيل علي قومي" -يعني المسلمين قالوا. نعم (١).

[الجاسوس الذي اكتشف المعاهدة]

وقد تم إبرام هذا الحلف العسكري في هدوء تام وانسجام كامل، غير أَن القوم ما كادوا يفرغون من إبرام هذا التحالف حتى اكتشفه أحد الشياطين الذين يعملون في مخابرات مشركى مكة، فقد كان هؤلاء الجواسيس يراقبون حركات محمد - صلى الله عليه وسلم - لتزويد زعماء قريش بالمعلومات عن مدى نشاط دعوته، وخاصة في موسم الحج الذي يتزايد فيه نشاط النبي - صلى الله عليه وسلم - بين قبائل العرب التي كان يتصل بزعمائها ويدعوهم وقومهم إلى الإِسلام.

ولما كان اكتشاف هذا الجاسوس لاجتماع الأَنصار بالنبي جاء متأَخرًا، بحيث لا يمكن إبلاغ زعماءِ قريش خبر هذا الاجتماع سرًّا ليباغتوا المجتمعين وهم في الشعب، حيث جاء هذا الاكتشاف في اللحظة الأَخيرة من الاجتماع الذي كان على وشك الارفضاض .. لما كان الأَمر هكذا وقف هذا الجاسوس علي مرتفع يشرف على (منى) حيث يخيم الحجيج وصاح بأَعلى صوته يلفت نظر قريش إلى الخطر الذي يتهددهم قائلًا:

يا أَهل الجباجب (أي المنازل) .. هل لكم في مذمم (٢) والصباة (٣) معه قد اجتمعوا علي حربكم.


(١) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٤٤٦.
(٢) كان مجرمو كفار مكة يسمون النبي صلى الله عليه وسلم مذمما.
(٣) الصباة جمع صابئ، وهو (الصابئ) بالهمزة، وكان يقال للرجل إذا أسلم (في زمن النبي - عليه السلام -) صابئ.

<<  <  ج: ص:  >  >>