للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روى الواقدي والطبراني تفاصيل هذه المعركة الجزئية القصيرة التي اضطر القائد خالد إلى خوضها جنوبي مكة، فقال الواقدي: فلما دخل خالد بن الوليد وجد جمعًا من قريش وأحابيشها (١) قد جمعوا له، فيهم صفوان بن أمية، وعكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو، فمنعوه الدخول، وشهروا السلاح، ورموا بالنبل، وقالوا: لا تدخلها عنوة أبدًا فصاح خالد بن الوليد في أصحابه وقاتلهم، فقتل منهم أربعة وعشرين رجلًا من قريش، وأربعة من هذيل، وانهزموا أقبح الانهزام قتلوا بالحرورة (٢) وهم مولون في كل وجه، وانطلقت طائفة منهم فوق رؤوس الجبال، واتبعهم المسلمون، (فتدخل أبو سفيان بن حرب) فجعل هو، وحكيم بن حزام يصيحان: يا معشر قريش، علام تقتلون أنفسكم؟ من دخل داره فهو آمن ومن وضع السلاح فهو آمن. فجعل الناس يقتحمون الدُّور، ويغلقون عليهم، ويطرحون السلاح في الطرق حتى يأخذه المسلمون.

[الرسول يستنكر القتال ويأمر بإيقافه]

ثم قال الواقدي: لما ظهر الرسول - صلى الله عليه وسلم - على ثنية أذاخر، نظر إلى البارقة (بارقة السيوف) فقال: ما هذه البارقة، ألم أنه عن القتل؟ قيل يا رسول الله، خالد بن الوليد قوتل، ولو لم يقاتل ما قاتل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى الله خيرًا (٣).

[هل كان قتلى معركة الخندمة سبعين؟]

وذكر الطبراني أن قتلى معركة الخندمة من المشركين في مكة كانوا سبعين. فقد قال الطبري: حدثنا علي بن سعيد الرازي، حدثنا أبو حسان الذيابي، حدثنا شعيب بن صفوان عن عطاء بن سالم عن طاووس عن ابن


(١) الأحابيش هم أخلاط من العرب دخلوا في قريش وليسوا منها.
(٢) قال ياقوت في معجمه ج ٣ ص ٣٧١ الحرورة (بفتح الحاء وسكون الراء) سوق مكة وقد دخلت في المسجد لما زيد فيه.
(٣) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>