للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه قد وصلهم فعلًا- لهذا أحجم الرومان عن ملاحقة المسلمين وكان سرورهم عظيمًا بانسحابهم.

وعلى أي حال فقد نجح القائد خالد في انسحابه بجيش الإسلام إنسحابا سليما منظما أنجاه به من أخطار مدمرة كانت ستحيق به بل إنها لمحيقة به لولا أن وفق الله وجوه الجيش وقادة الكتائب فأسندوا قيادته إلى هذا القائد البطل المحنك خالد بن الوليد.

[المظاهرة في المدينة ضد الجيش]

واصل القائد خالد بن الوليد انسحابه بالجيش من مؤتة في الشام حتى وصل المدينة دون أن يتعرض لأى مكروه.

وكانت أنباء معركة (مؤتة) في الشام قد وصلت مشوشة إلى المدينة. وشاعت شائعات فيها تقول: إن عسكر الإسلام في (مؤتة) قد فروا، وانهزموا.

.. والفرار -منذ أن شرع الله الجهاد للمسلمين في سبيله- خلة مرذولة قبحها القرآن. وما سبق للمسلمين أن فر أحد منهم من ميدان المعركة.

ولهذا فإن ما أشيع من أن المسلمين قد فروا من الرومان وانهزموا دون أن يقوموا بما يجب القيام به من الثبات والتضحية .. قد أحدث استياءًا عامًا بين الجماهير في المدينة.

لذلك لم يكد خالد يصل بجيشه إلى ضواحي المدينة (بالجرف) حتى اصطدم بمظاهرة كبيرة تندد بالجيش وكان المتظاهرون يصيحون بالجيش يا فرار .. فررتم في سبيل الله .. ويحثون في وجوه الجند والقادة التراب.

وكان الرسول العظيم - صلى الله عليه وسلم - يدافع عن موقف الجيش ويحاول تهدئة المتظاهرين ويقول .. ليسوا بفرار ولكنهم كرّار إن شاء الله .. وكانت حقائق البطولات النادرة التي تفوق الوصف والتي قام بها جيش الإسلام في

<<  <  ج: ص:  >  >>