للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع ذلك ومع رغبتهم في الصلح وخوفهم من الصَّدام المسلح ظلُّوا على عنادهم يتظاهرون بأَنهم مصممون على منع المسلمين من دخول مكة مهما كانت النتائج .. وذلك مناورة وأَملًا منهم في أَن يضيق المسلمون لطول المقام في الحديبية محرمين شُعْثًا غبُرًا، فيضطروا المعودة إلى المدينة دون أَن يطوفوا بالبيت، ودون أَن يحصلوا على ضمان يضمن لهم دخول مكة معتمرين.

وزاد قريشًا طمعًا في هذا وشجّعها على الاستمرار في المناورة والتهديد، أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَعلن عدم رغبته في الحرب، وأَنه مستعد لقبول أَيّة خطة تعرضها قريش يكون فيها حقن الدم وصيانة حرمة الحرم.

وبالرغم من أَن الوسطاءَ لحل المشكلة يأْتون دائمًا من جانب قريش، فكلّهم يأتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يحمل الطلب من قريش بأَن يعود المسلمون من حيث أَتوا -كما تقدم- فقد ظل الجو متوترًا رزاده توترًا طول احتباس المسلمين في الحديبية.

فقد ثقل عليهم المقام هناك ممنوعين من دخول الحرم كل هذه المدة .. الأَمر الذي لا يمكن أَن يظلوا صابرين عليه إلى ما لا نهاية فللصبر حدود .. لا سيما وأَنهم قادرون على اقتحام مكة وموقنون بأَن القوات القرشية لن تقوى على الصمود أَمامهم إذا ما أَقدموا على ذلك.

[الوسيط الثالث]

ك ان مكرز بن حفص (١) من شياطين قريش وعَلمًا من أَعلامها وكان مشهورًا بالمراوغة والغدر والختل.


(١) هو مكرز بن حفص بن الأخيف قرشي من بني عامر بن لؤي، اختلفت =

<<  <  ج: ص:  >  >>