رجلًا يهوديًّا فحمل عليه يريد قتله، غير أن فارس خيبر مرحبًا المشهور، اعترض الأشجعي فقتله.
فقال الناس: يا رسول الله، استشهد فلان، فقال - صلى الله عليه وسلم -: أبَعد ما نَهَيتُ عن القتال؟ .
فقالوا: نعم.
فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناديًا، فنادى: لا تحلّ الجنة لعاص (١)، مشيرًا بذلك إلى مخافة الأشجعي المسلم الذي خالف الانضباط العسكري، فقاتلَ اليهودَ قبل أن يأذن النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - بالقتال.
وهذا يثبت أن المسلمين كانوا أسبق الأمم بالشدة والصرامة في الشؤون العسكرية وخاصة في ظروف الحرب، فهذا رجل مسلم قتله يهودى، في ساحة القتال، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ذلك، لم يرق له تصرّف الأشجعي المسلم، فاعتبره عصيانًا كما تقدم.
[بساطة الإسلام ويسره]
وأثناء حصار حصن ناعم، أسلم عبدٌ حبشى كان مملوكًا لليهود فقاتل مع المسلمين ثم قُتِلَ فدخلَ الجنة، دون أن يسجد لله سجدة، لأنه قتل في اليوم الذي أسلم فيه وقبل أن يَحين موعد الصلاة.
فقد ذُكِرَ في التاريخ أن عبدًا حبشيًّا اسمه (أسلم) كان مملوكًا لأحد سادات خيبر الخمسة (عامر الذي قُتِلَ مع مرحب)، هذا العبد كان يرعى الغنم لعامر اليهودى، فلمّا رأى أهل خيبر يتحصنون ويستعدون للقتال، سألهم، فقالوا: نقاتل هذا الذي يزعم أنه نبي، قال: فوقعت تلك الكلمة في نفسه، فأقبل بغنمه يسوقها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم طلب مقابلته فسمح له بذلك، فلما دخل عليه قال له: يا محمد ما تقول؟ ما تدعو إليه؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - بكل بساطة-: أدعو إلى الإسلام، وأن تشهد أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله، وأن لا تعبد إلا الله.