بعضهم بعضًا (كما يفترى خصوم هذا الدين)، وإنما ألقى بِثِقَله لتحرير الرقيق والعمل على تصفية الرق فجفف كل منابعه وردم كل موارده بدليل أنه أصدر تشريعًا صريحًا قاطعًا ألغي بموجبه كل أنواع الرق التي كان التعامل بها قائمًا قبل ظهوره.
أما نوع الرق الذي كاد يكون إبقاءُ الإسلام عليه (شكليًا).
وهو نوع الرق الحربي وما نتج عنه، فإن الإسلام قد أصدر تشريعات وأصدر توصيات لا تعدُّ ولا تحصى لصالح هذا الرقيق حتى لتكاد تتجسد (من خلال هذه التشريعات والتوصيات) رغبة الإسلام الصادقة في تصفية الرق تصفية كاملة، وذلك لكثرة ما جاء من دعوات واسعة إلى تحرير الرقيق في كل المناسبات.
فهل بعد هذا الذي أوضحنا يجوز لعاقل ذي ضمير حر ووجدان سليم أن يتهم الإسلام بأنه قد أقر استعباد الإنسان لأخيه الإنسان، أو حتى حبَّذ الرق وشجَّع عليه؟ .
إن الذين يتهمون الإسلام ويوجهون إليه الطعون والانتقادات عبر موقفه من الرق، إنما يريدون الوصول إلى هدف واحد معين (فقط)، هو تشكيك الناس (وخاصة الشباب المسلم المثقف عصريا) وتزهيدهم في هذا الدين القويم, ليس إلّا.
[أيها الشباب المسلم]
فيا شباب الإسلام, قبل أن تسلِّموا بهذه الشبه التي يرسلها أعداء الإسلام، وقبل أن تستسلموا لوساوسها، حكِّموا عقولكم وأرخوا للتفكير الحر عنانه، للنظر (قبل كل شيء) في قواعد