وقد شرع قادة الأحزاب في التجهيز، وبذلوا جهودًا جبارة لحشد جيوشهم وتنظيمها وتموينها لكى يكون الغزو مركزًا ناجحًا محققًا أهدافه.
أما قريش فقد استطاعت أن تحشد أربعة آلاف مقاتل بما في ذلك حلفاؤها، وكان جيشها في هذا الغزو أحسن جيش من حيث دقة التنظيم وجودة التسليح ووفرة التموين.
فقد كان لقريش من سلاح النقليات ألف وخمسائة بعير، ومن سلاح المطاردة ثلثمائة فرس.
وفي دار الندوة عقدت قريش اللواء وأعطته لعثمان بن طلحة (١) العبدرى، أما قيادة الجيش فقد أسندت إلى أبي سفيان بن حرب الأموي، وتسلم خالد بن الوليد المخزومي قيادة سلاح الفرسان، وهذا كله تم ويتم بموجب نظام أبدى تسير عليه قريش في حروبها منذ عهود سحيقة.
حيث كان النظام المتفق عليه بين قبائل قريش أن تكون القيادة العامة للجيش في بني أمية، والسقاية والرفادة في بني هاشم، وحمل اللواء في الحروب يختص به بنو عبد الدار مع الحجابة، وقيادة الفرسان (ضمن القيادة العامة) تكون دائمًا في بني مخزوم.