أن فيه شيئًا من القسوة والوحشية. كما لا بد لنا في هذه الوقفة من مناقشة الطعون والرد على الانتقادات التي أوردها البعض بشأن هذا الحكم الصارم الذي صدر ونفذ في هؤلاء اليهود.
[الطاعنون في حكم إعدام اليهود]
فهناك فريقان، لا يمرّ أحدهما بحادثة العقوبة النازلة بيهود بني قريظة، إلَّا ويعلن استنكاره للحكم النافذ في هؤلاء اليهود (وخاصة عقوبة الإعدام)، وبصفها بأنها عمل يتسم بالوحشية والقسوة.
فريق رئيسى، وهم غير المسلمين الذين يحرصون (دائمًا) على نشر ظلال من الشكوك حول دعوة الإسلام، وإيجاد المطاعن في قطب هذه الدعوة وحامل لواءِ رسالتها محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، وأهداف هذا الفريق الخبيثة ومقاصده السيئة معروفة مكشوفة، فهم أَعداءٌ أساسيون للإسلام ونبيّ الإسلام.
وفريق ثانوى، وهم بعض المنتسبين إلى الإسلام والمحسوبون عليه، الذين لا يعرفون عن هذا الدين إلا ما تلقوه في مدارس ومعاهد وجامعات أَعدائه.
كل هؤلاد وأولئك يلمِّحون ويصرّحون (أحيانًا) بأن عملية الإعدام الجماعية التي تمّت بحق يهود بني قريظة على تلك الصورة الصارمة السريعة، هي عملية قد اتسمت بطابع الوحشية والانتقام الذي يتنافى مع قواعد الإنسانية وروح القرن العشرين المتمدنة, لا سيما وأَن اليهود قد وقعوا أَسرى حرب في أَيدى المسلمين.