للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حوالي عشرين يومًا، وانصرف عنهم راجعًا إلى المدينة دون أن يخضعهم، وظلوا غير خاضعين للإسلام حتى دخلوا فيه باختيارهم في السنة التاسعة للهجرة، بعد أن رأوا أنه لم يبق غيرهم في المنطقة خارجًا عن نطاق الإِسلام.

تنصيب مالك بن عوف قائدًا لهوازن

غير أنه لسوء حظ هوازن وحسن حظ المسلمين، أن ظهر بين هوازن شاب شجاع جرئ مقدام لا يهاب الموت، بلغت شجاعته إلى حد التهور والطيش، الذي جعله يجعل هوازن عرضة لهزيمة مدمرة لم ينزل مثلها في الفداحة بحي من العرب كما سيأتي تفصيله إن شاء الله.

هذا الشاب هو مالك بن عوف النصرى (أحد بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن) فقد انتزع من بين جميع عشائر هوازن القيادة، إذ بما امتاز به من شجاعة رفصاحة نصبته هوازن ملكًا عليها، وارتضته قائدًا أعلى لقواتها عقب تأزم الموقف بوقوع مكة في قبضة المسلمين.

فأخذ مالك بن عوف - بما يمتاز به من جرأة وفصاحة وشجاعة وتهوّر وإقدام يعشقه العرلى القبلى، أخذ يهيئ قبائل هوازن - التي استجاب له معظمها - يهيؤها لا للدفاع عن بلادها إذا ما تعرضت لهجوم المسلمين، بل أخذ يهيئ هذه القبائل ويعبئ شعورها ويحشد الآلاف من رجالها للزحف على مكة وإخراج المسلمين منها بقوة السلاح.

قال الطبري ج ٣ ص ٧٠ - ٧١: حدثنا ابن حميد، قال حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال لما سمعت هوازن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما فتح الله عليه من مكة، جمعها مالك بن عوف النصرى، واجتمعت إليه مع هوازن ثقيف كلها فجمعت نصر وجشم كلها وسعد بن بكر وناس من بني هلال، وهم قليل، ولم يشهدها من قيس عيلان إلا هؤلاء، وغابت عنها ولم يحضرها من هوازن كعب ولا كلاب، ولم يشهدها منهم أحد له اسم، وفي بني جشم دريد بن الصمّة شيخ كبير، ليس فيه شيء إلا التيمن برأيه ومعرفته بالحرب. وكان شيخًا كبيرًا مجربًا، وفي ثقيف سيدان لهما في الأحلاف:

<<  <  ج: ص:  >  >>