بل كما حدث من يهود بني قريظة أنفسهم الذين حاربوا النبي - صلى الله عليه وسلم - مع بني النضير ثم أعفاهم النبي (بصفة خاصة) من القتل والنفي والمصادرة (كما هو ثابت في صحيح البخاري).
فيهود بني قريظة هؤلاء - بالرغم من إحسان النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم وإعفائهم بصفة خاصة من القتل والنفي والمصادرة بعد أن ثبت اشتراكهم في الحرب ضده مع بني النضير - فإنهم عندما سنحت لهم الفرصة، لم يتورعوا عن الإقدام على، ذلك العمل الفظيع، الغدر بالمسلمين ومحاولة القضاء عليهم بالاشتراك مع الأحزاب.
فعملية إبادة حوالي ثمانمائة مقاتل من يهود بني قريظة إنما هي عملية تتطلبها مصلحة الأمة، وهو عمل ضرورى لسلامة الأُمة والدولة، ويقرّه القانون السائد في الأرض التي يقطنها هؤلاء اليهود.
[سكان هيروشيما وبنو قريظة]
وإذا قارنَّا عملية القصاص العادل الذي به أباد المسلمون حوالي ثمانمائة مقاتل من خونة يهود بني قريظة المحاربين، إذا قارنا هذه العملية التي يستهجنها بعض الباحثين عن المطاعن الموهومة في الإسلام، إذا قارنَّا هذه العملية بما ارتكبه ولا يزال يرتكبه هؤلاء الذين يتشدقون بذكر وحشية عملية إبادة بني قريظة ويتبجحون بذكر مدنية القرن العشرين وعدالة القرن العشرين وحقوق الإنسان لوجدنا أن عملية واحدة من عمليات الإبادة التي أقدموا عليها تكفي لأن تجعل عملية إبادة بني قريظة شيئًا لا يكاد يذكر.
فكم سمعنا ولا نزال نسمع ويسمع ويرى العالم كيف يحصد