ويقول البخاري إن يهود بني قريظة حاربوا المسلمين إلى جانب بني النضير، إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عفا عنهم في الوقت الذي أجلى فيه يهود بن النضير عن المدينة.
وقد أنزل الله تعالى في حادثة بنى النضير سورة الحشر بأكملها:{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} الآيات (١).
[مركز التآمر في خيبر]
كانت خيبر (وهي تقع في الشمال الشرقي للمدينة) هي (بعد يثرب) المركز الثاني للتجمع اليهودى في جزيرة العرب، وإذا كان اليهود في يثرب قد بدأ الصدام بينهم وبين العرب (الأوس والخزرج) ونشبت بينهم الحروب للسيطرة على يثرب قبل ظهور الإسلام بعدّة قرون، فإن اليهود الدخلاء في خيبر منذ تمت لهم السيطرة على هذه الأرض العربية الزراعية الخصبة لم يستطع أحد من العرب أن ينازعهم السلطة عليها كما حدث لليهود في يثرب.
ولهذا فقد كانت خيبر (حتى سقوطها في أيدى المسلمين) أشبه بمستعمرة يهودية صرفة داخل قلب الجزيرة العربية، فكان اليهود يسيطرون عليها سيطرة تامة، وكانت لهم فيها قوات مسلحة كبيرة فكانت لذلك وجهة أكثرية يهود بنى النضير الذين أجلاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن يثرب، فقد نزل هؤلاء اليهود خيبر فرحب بهم إخوانهم
(١) انظر تفاصيل إجلاء يهود بني النضير في كتابنا (غزوة الأحزاب) الفصل الأول.