للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على رأْس رسول الله يلفتان نظر سهيل بن عمرو، بأَن يلتزم حدود اللياقة في مخاطبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلا يرفع صوته أَكثر من اللازم.

قالت أُم عمارة تصف جانبًا من المفاوضات في الحديبية: إني لأنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا يومئذ متربّعًا، وإن عباد بن بشر وسلمة بن سلمة بن حريش مقنَّعان بالحديد، قائمان على رأْس النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ رفع سهيل بن عمرو صوته قالا: إخفض من صوتك عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسهيل بارك على ركبتيه، رافع صوته كأَني أَنظر إلى علم (١) في شفته وإلى أَنيابه، وإن المسلمين لحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جلوس (٢).

[بنود الصلح التاريخية]

وبعد طول الأَخذ والرد بين المتفاوضين تقاربت وجهات النظر، وتمَّ الاتفاق بين النبي - صلى الله عليه وسلم - ورئيس وفد قريش سهيل بن عمرو على حل وسط، بشأْن النقطة الرئيسية التي كانت مثار الخلاف والتوتر الذي كاد يؤدي إلى الحرب.

فقد كانت قريش تصرّ على أَن لا يدخل المسلمون مكة أبدًا ما بقى لقريش فيها سلطان، ومن أجل ذلك حشدت حوالي ثمانية آلاف مقاتل وعسكرت بهم في وادي بلدح خارج مكة لتصدّ المسلمين بالقوة إنْ هم اجتازوا حدود الحرم.


(١) العلم: الشق في الشفة العليا (قاله في الصحاح).
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٦٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>