للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية ورفاقهما من قريش المشتركين في الجريمة تأثروا بكلام الحارث بن هشام. فذهبوا إلى شريكهم في نقض العهد نوفل بن معاوية. ومنعوه من الاستمرار في قتل خزاعة قائلين: قد رأيت الذي صنعنا بك وأصحابك وما قتلت من القوم. وأنت قد حضرت تريد قتل من بقى منهم. وهذا مالا نطاوعك عليه فاتركهم لنا. فقال: نعم فأوقف القتل. ثم غادر بقومه مكة (١).

[قريش تندم على ما ارتكبت ولكن]

وبعد أن ارتكب بنو بكر بن كنانة ومن ساندهم من سادات قريش ما ارتكبوا من الغدر بخزاعة. ندمت قريش وخافت. بعد أن أدركت أن صنيعها هو نقض صريح للعهد الذي أبرمته في الحديبية. لا سيما وأن الذين وقعوا نيابة عن قريش على وثيقة صلح الحديبية. (سهيل بن عمرو. ومكرز بن حفص. وحويطب بن العزى) قد اشتركوا في جريمة الغدر بخزاعة مستغلين ومغتنمين هدنة الحديبية.

قالوا: ومشى الحارث بن هشام (٢) وعبد الله بن أبي ربيعة (٣) إلى أبي سفيان بن حرب منددين بما حدث قائلين: هذا أمر لا بد له من أن يصلح والله لئن لم يصلح هذا الأمر لا يروعكم إلا محمد في أصحابه. فلما رأى أبو سفيان ما رأى من الشر قال: هذا والله أمر لم أشهده ولم أغب عنه، لا حُمِلَ هذا إلا علي، ولا والله ما شوورت ولا هويت حيث بلغني! والله


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٨٤ - ٧٨٥.
(٢) انظر ترجمة الحارث بن هشام في كتابنا (صلح الحديبية).
(٣) هو عبد الله بن أبي ربيعة قال ابن حجر في الإِصابة .. واسمه (عمرو، وقيل حذيفة) ويلقب ذا الرمحين بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم. أحد سادات قريش في الجاهلية وهو أخو أبي جهل بن هشام لأمه، كان أحد أعضاء الوفد الذي أرسلته قريش إلى الحبشة ليطلب من النجاشي تسليم المهاجرين المسلمين أسلم عام الفتح. استقرض منه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو في طريقه إلى حنين- بضعة عشر ألفا فأقرضه. فلما عاد - صلى الله عليه وسلم - من حنين قال له: خذ ما أسلفت بارك الله لك في مالك وولدك. إنما جزاء السلف الحمد والوفاء. ولاه عمر قيادة الجند، مات في خلافة عثمان. سقط عن راحلته قرب مكة. وهو في طريقه لنصرة عثمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>