ظل الحال هكذا مدة من الزمن قصيرة -ترام بالنبل وجولان بالخيل (للإرهاب) من جانب قريش، ودوريات مستمرة منظمة تتطوف بالخندق من الجانبين- حتى تطور القتال (قليلًا) من جانب الأحزاب.
فقد قام فريق من فرسانهم الأشداء المغامرين باقتحام الخندق بخيلهم من ناحية ضيقة به، فنقلوا المعركة (جزئيًّا) إلى معسكر المسلمين وراء الخندق.
فقد اقتحم عمر بن عبد ودّ العامري وعكرمة بن أبي جهل المخزومي وضرار بن الخطاب الفهرى، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ونوفل بن عبد الله. . اقتحم هؤلاء الفرسان (وكلهم من قريش) بخيلهم مضيقًا في الخندق، فسارع إلى ملاقاتهم ذوو النجدة والبأس من المسلمين، فأخذوا عليهم (أولًا) الطريق الذي اجتازوه، فقطعوا عليهم خط الرجعة، حيث احتلوا فم المضيق الذي اقتحموه، ثم اشتبكوا معهم في معركة سريعة عنيفة حتى أبادوا أكثرهم، وأجبروا الباقين على الفرار.
قال ابن إسحاق. . فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون، وعدوهم محاصروهم، ولم يكن بينهم قتال إلا أن فوارس من قريش، منهم عمرو بن عبد ودّ، أخو عامر بن لؤى، وعكرمة بن أبي جهل وهبيرة بن أبي وهب المخزوميان وضرار بن الخطاب الشاعر، وابن مرداس أخو بنى محارب بن فهر، تلبسوا للقتال، حتى مروا بمنازل بنى كنانة فقالوا تهيئوا يا بني