للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في (إمتاع الأسماع) يصف صعوبة القتال وضراوته أمام هذا الحصن: وقد دفع لواءه إلى رجل من المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئًا، فدفعه إلى رجل آخر منهم فرجع ولم يصنع شيئًا ودفع لواء الأنصار إلى رجل منهم فرجع ولم يصنع شيئًا.

فحث - صلى الله عليه وسلم - على الجهاد، وسالت كتائب يهود: إمامهم الحارث أبو زينب (أخو مرحب) يهدّ الناس هدًا فساقهم صاحب راية الأنصار حتى انتهوا إلى الحصن وخرج (أُسير) أحد قادة اليهود فكشف الأنصار حتي انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتد ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمسى مهمومًا.

ولم يتضعضع موقف المدافعين عن الحصن إلا بعد قتل قائده مرحب.

[مقتل عامر بن الأكوع]

وذكر ابن كثير في البداية والنهاية ج ٤ ص ١٨٧ أن مرحب اليهودى خرج أثناء محاصرة حصنه يتبختر بسيفه طالبًا البراز وهو يقول:

قد علمت خيبر أنى مرحب ... شاكى السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تَلهَّب

فبرز إليه عامر بن سنان بن الأكوع (١) وهو يقول:

قد علمت خيبر أنى عامر ... شاكى السلاح بطل مغامر

فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس (٢) عامر فذهب يُسفِلُ له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه، وقد سبق تفصيل هذا عند قصة حداء عامر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أثناء الطريق.

[من الذي قتل مرحب؟]

هناك خلاف بين المؤرخين وأصحاب الحديث حول الذي تولى قتل


(١) هو عامر بن سنان بن الأكوع الأنصاري، عم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأنصاري العداء المشهور وصاحب البطولة في صد عدوان فزارة في غزوة ذات قرد.
(٢) الترس (بضم التاء) ما يتستر به المحارب بيده أثناء القتال.

<<  <  ج: ص:  >  >>