للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حملة حمراء الأسد]

لقد كان للنجاح المفاجيء الذي حصل عليه الجيش المكي في معركة أُحُد، أثر في زعزعة سلطان المسلمين وإضعاف هيبتهم في نفوس خصومهم المتربصين بهم (داخل المدينة وخارجها) فقد أخذ البعض من هؤلاء يحدثون أنفسهم ويفكرون في القيام ضد المسلمين ببعض الاضطرابات والقلاقل، بل صار البعض منهم (وخاصة اليهود والمنافقين) يتفوهون مساء يوم المعركة مباشرة، بما أشعر المسلمين بأن ما أصابهم في أُحُد من نكسات قد أوهم هؤلاء الأعداء الألداء المتربصين بأن ما أصابهم في هذه المعركة قد أوهن من روحهم المعنوية وأضعف من قوتهم العسكرية، وأنهم (لذلك) لم يعودا قادرين كما كانوا على الاحتفاظ بسلطانهم وفرض هيبتهم على من يريد بهم سوء، ولهذا شعر قادة الجيش الإسلامي بأن هؤلاء الأعداء (سواء كانوا في الداخل أم الخارج) سيظلون على ظنهم ما لم يثبت لهم المسلمون (عمليًّا) خطأ هذا الظن وفساده.

[نصر مزيف]

كذلك النصر الذي أحرزه جيش مكة في معركة أُحد، لم يعرف إلا النزر اليسير من سكان الجزيرة بأنه نصر مزيف لم يأت نتيجة بسالة الجيش المكي وبطولته، وإنما نتيجة غلطة شنيعة ارتكبها المسلمون أنفسهم (في تنفيذ الخطة الحربية للمعركة) أعطت هذه الغلطة جند مكة نصرًا تعبويًّا أعادهم هذا النصر المفاجئ (وهم يركضون في دروب الهزيمة) إلى ساحة القتال، ليعودوا إلى مكة وهم في هيئة الجيش الظافر المنتصر، الذي لم يكن (في حقيقته) كذلك ...

<<  <  ج: ص:  >  >>