للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المدينة، لتقوم بأعمال الاستخبار والاستطلاع ولديها أوامر باعتقال كل من تشتبه به في أن يكون عينا للمشركين، يتلقط أنباء المسلمين.

[خالد بن الوليد قائد مقدمة الجيش النبوى]

وعند التحرك بالجيش من قُديد (مكان التجمع والحشد النهائى)، أسند الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الفارس والمحارب القرشي المشهور خالد بن الوليد قيادة مقدمة الجيش، كلهم من الفرسان. غالبيتهم من بني سُليم، الذين كلهم من الفرسان وعددهم ألف فارس. وكان بنو سُليم على راياتهم كل ضابط منهم قائد لكتيبته حسب التعيين النبوى في قُديد. وخالد إنما عينه الرسول - صلى الله عليه وسلم - قائدًا عامًا للمقدمة ككل.

[الرسول يسلك ناحية الطائف ثم يعرج على مكة لتضليل العدو]

ويدل سياق المؤرخين (وذلك زيادة في التعمية على العدو) أن الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - استمر في تحركه بالجيش حتى وصل مناطق تابعة لثقيف ناحية الطائف. وهذا يعني أنه انحرف في تحركه ذات اليمين تاركًا مكة عن يساره بعض الوقت. ثم عاد واستوى على الطريق الرئيسى متجها نحو مكة عبر وادي الظهران. يدل على ذلك ما أكده المؤرخون أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عسكر أثناء تحركه بمنطقة العَرْج، والعرج كما في معجم البلدان - ج ٤ ص ٩٨ - قرية جامعة في واد ناحية الطائف، ينسب إليها العرجى الشاعر المعروف.

فقد ذكر الواقدي، (كما تقدم)، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما عسكر بجيشه في العرج، والناس لا يدرون أين يتوجه: إلى قريش أو إلى هوازن أو إلى ثقيف. فقال كعب بن مالك (الشاعر المشهور) .. أنا آتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعلم لكم علم وجهه. فجاء كعب، فبرك بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال شعرًا. حاول الحصول به على معرفة أين يريد الرسول - صلى الله عليه وسلم - الاتجاه بهم. غير أن الرسول - (بعد أن سمع شعر كعب بن

<<  <  ج: ص:  >  >>