تُجيب -بضم أوله وفتح ثانيه- بطن من كندة، كانوا يسكنون الكسر في وسط حضر موت، وكانوا في عهد الهمدانى ألف وخمسمائة، بينهم أربعمائة فارس.
وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع، وكان وفدهم مؤلفا من ثلاثة عشر رجلًا، وساقوا معهم زكوات أموالهم، فسرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم، وقال: مرحبًا بكم وأكرم منزلهم وحباهم، وأمر بلالًا أن يحسن ضيافتهم وجوائزهم، فأعطاهم أكثر مما كان يجيز به الوفود.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم: هل بقى منكم أحد؟ قالوا: غلام خلفّناه على رحالنا، وهو أحدثنا سنًّا، قال: أرسلوه إلينا، فأقبل الغلام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني امرؤ من بني أبناء الرهط الذين أتوك آنفا فقضيت حوائجهم فاقض حاجتى. فقال: وما حاجتك؟ قال: تسأل الله أن يغفر لي ويرحمنى ويجغل غناى في قلبى، فقال: اللهم اغفر له وارحمه واجعل غناه في قلبه، ثم أمر له بمثل ما أمر به لرجل من أصحابه، فرجعوا إلى بلادهم، فلما وافوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موسم الحج عام عشرة بمنى، فسألهم عن الغلام. فقالوا: ما رأينا مثله أقنع منه بما رزقه الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لأرجو أن نموت جميعًا.
- ٢٩ -
[وفد خولان]
خولان من قبائل اليمن القحطانية، وهم من كهلان، وهم بنو خولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ. وخولان هؤلاء تقع ديارهم شرقي صنعاء، وهناك قبيلة أخرى يقال لها: خولان بن عامر اليوم، وهؤلاء تقع منازلهم شمال صعدة وهم على الأرجح من قضاعة.
وخولان هؤلاء الذين نحن بصدد ذكرهم، كان لهم شأن في الفتوحات