للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقاومة اليهودية في جزيرة العرب، كانت قد قاومت المسلمين بعد سقوط خيبر.

[يهود تيماء يدفعون الجزية]

وقد كانت تيماء الواقعة في الركن الشمالي الغربي للجزيرة بها مجموعة من اليهود، وكانت بهم قوة ولهم حصون في قمم الجبال، وكان من المتوقع أن يُبْدوا شيئًا من المقاومة، إلا أنه لا بلغهم استسلام خيبر ثم فدك ووادي القرى للمسلمين، بعثوا من تلقاء أنفسهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطلبون الصلح ويعرضون دفع الجزية للمسلمين، فقبل منهم النبي - صلى الله عليه وسلم - الجزية، وترك لهم ما بأيديهم من أموال فلم يستول المسلمون على شيء منها لأنهم بدفعهم الجزية أصبحوا أهل ذمة، شأنهم غير شأن العدو المحارب الذي لم يستسلم إلا بعد قتال وحرب .. ولهذا فإن الخليفة لمّا أجلى يهود خيبر في خلافته، لم يجل يهود تيماء بل تركهم في ديارهم أحرارًا لأنهم أهل ذمة ولم يحدث منهم ما يعتبر نقضًا للعهد الذي بموجبه حقن المسلمون دماءهم وضمنوا لهم أموالهم (١).

[محاولة قبيلة فزارة]

كانت قبيلة فزارة الغطفانية من أعتى القبائل النجدية وأشدّها على المسلمين، وقد حاولت بقيادة سيدها عيينة بن حصن أن تمدّ يهود خيبر بأربعة آلاف مقاتل ليكونوا إلى جانبهم في القتال ضد المسلمين كما تقدم تفصيله في هذا الكتاب. كما أن قبائل غطفان (خاصة فزارة) تعتبر نفسها الحليف الأول ليهود خيبر، وقد حاول عيينة بن حصن إنجاد اليهود للمرة الثانية، ولكنه وصل خيبر بعد فوات الأوان، حيث وجد النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سيطر بقواته على جميع نواحى خيبر، فعاد عيينة بأصحابه إلى غطفان يجر أذيال الخيبة والفشل.


(١) انظر البداية والنهاية ج ٢ ص ٢١٨، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٨٣ وزاد المعاد ج ٢ ص ٣٥٤، وإمتاع الأسماع ص ٣٣٢، ومغازى الواقدي ج ٢ ص ٧٠٩ وما بعدها، وسيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>