وغزوة دومة الجندل هذه، هي الحملة العسكرية السادسة التي قام بها المسلمون قبل معركة الأحزاب وبعد غزوة أُحد.
وسبب تجريد هذه الحملة هو أن استخبارات الجيش النبوى حصلت على معلومات مفادها أن قبائل دومة الجندل قد أخذوا في التجمع لغزو المدينة، وأنهم يخيفون الناس ويقطعون الطريق ويظلمون من يمر بهم.
وعلى عادة النبي المتبعة في سلوك خطة المباغتة وتأديب الأعراب بنقل المعركة إلى مضاربهم بسرعة، جهز قوة خفيفة قوامها ألف مقاتل وأسرع بها في اتجاه دومة الجندل.
ولما كان المسلمون يجهلون للك المسالك الشاسعة البعيدة اتخذوا أُحد العذريين الخبيرين بللك المناطق واسمه (مذكور) دليلًا إلى دومة الجندل.
[أمير المدينة بالنيابة]
وقبل مغادرة النبي المدينة أصدر مرسومًا نبويًا عين بموجبه سبّاع بن عرفطة (١) الغفاري أميرًا على المدينة ينوب عنه حتى عودته من هذه الغزوة.
وقد تحرك النبي - صلى الله عليه وسلم - بجيشه بأقصى سرعة ممكنة لكى يأخذ
(١) هو سباع بن عرفطة الغفاري ويقال الكنانى، قال البخاري في التاريخ الصغير، عن أبي هريرة أنه قال: قدمت المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وقد استخلف على المدينة سباع بن عوفطة فشهدنا معه الصبح وجهرنا، وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله أميرًا على المدينة مرتين.