أو أُمراءها هذه الرسائل. ورغم اختلاف تأْثير هذه الرسائل، فقد كان وصولها وانتشار خبرها بين الشعوب لصالح الدعوة الإسلامية دونما شك.
[ثوار العيص، وحكومة المستضعفين في الساحل]
في حديثنا عن قضية الحديبية أشرنا إلى أَن هناك الكثير من الشباب المسلم يعانون أشد أنواع الإذلال والتعذيب والإِرهاب في سجون أَهاليهم بمكة ومنھهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو صاحب القصة المشهورة في الحديبية.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أَشرنا في معالجتنا لقضية الحديبية قد تعهد لقريش في المعاهدة بأن يمتنع عن إعطاء حق اللجوء لمن جاءَ إليه من أبناءِ مكة وأن يرده ولا يسمح له بالإقامة في المدينة حتى وإن كان مسلمًا، وهو الشرط الذي أَملاه سهيل بن عمرو فقبله النبي - صلى الله عليه وسلم - وتضايق المسلمون من قبوله أشد التضايق.
ولم يكن حادث أبي جندل ومأْساته في الحديبية الامتحان الأَول الذي اجتازه المسلمون فوفوا بالعهد حين أَعادوا أَبا جندل المسلم إلى أبيه المشرك تنفيذًا لبنود للمعاهدة كما تقدم.
[ثورة المستضعفين ضد قريش]
من آثار صلح الحديبية العائدة على الجانب الإِسلامي بأعظم المكاسب، وعلى الجانب القرشي بأشد الأضرار. هو أَن مندوب قريش في معاهدة الصلح سهيل بن عمرو العامري أملى - أثناء المفاوضة -