للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معاهدة غير مكتوبة]

والتبادل الثقة المطلقة بين الفريقين استعھاضوا (عن تسجيل هذه المعاهدة والتوقيع عليها كتابيًا) بالمبايعة بالأَيدى .. وكانوا يرون ذلك (لشدة إيمانهم ولسجية الوفاء المتأَصلة في نفوسهم الشريفة) أَعظم من إبرام المعاهدة كتابيًا، فقد بسط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم يده الشريفة فبايعهم واحدًا واحدًا، وبهذا اعتبرت المعاهدة نافذة المفعول .. هذا من جانب الرجال .. أما الجناح النسوى في هذه الطليعة المباركة .. والذي تمثله امرأتان .. هما أُم عمارة، نسيبة بنت كعب المازنية، وأَسماء بنت عمرو، فلم يبايعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأَيدي لأَنه - صلى الله عليه وسلم - ما صافح امرأة أجنبية حتى توفاه الله (١)، ولذلك كانت مبايعتهما بالموافقة التامة علي بنود المعاهدة.

النقباء الإِثنا عشر

وبعد أَن تمت المراسيم العامة للبيعة بالمصافحة من الجميع، طلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المبايعين انتخاب اثنى عشر زعيمًا من زعمائهم ليكونوا نقباء على قومهم وكفلاء مسئولين عنهم في تنفيذ بنود هذه المعاهدة قائلا: أخرجوا إليَّ منكم اثنى عشر نقيبًا، ليكونوا علي قومهم بما فيهم فتم انتخابهم في الحال، وبعد أن قُدِّموا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - العهد (كرؤساء مسئولين) قائلا:


(١) روى الواقدي أن زوج أم عمارة (عربة بن عمرو) قال - ساعة إبرام هذه المعاهدة - يا رسول الله هاتان امرأتان (أم عمارة وأم سبيع) حضرتا يبايعنك، فقال صلى الله عليه وسلم: قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، إني لا أصافح النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>