للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل الدم الدم، والهدم الهدم (١). أَنا منكم وأَنتم منى، أُحارب من حاربتم وأُسالم من سالمتم.

وبعد أَن ارتضى الأَنصار (بالإجماع) شروط البيعة وأَرادوا الشروع في عقدها بالمصافحة طلب منهم العباس بن عبادة بن نضالة الأَنصاري (٢) قائلا (ليعرف مدى استعداد قومه للتضحية في سبيل تنفيذ ما عقدوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حلف ومبايعة):

يا معشر الخزرج ... هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ .

قالوا .. نعم

"قال .. إنكم تبايعونه على حرب الأَحمر والأَسود من الناس، فإن كنتم ترون أَنكم إذا أُنهكت أَموالكم مصيبة، وأَشرافكم قتلا أَسلمتموه، فمن الآن، فهو والله (إن فعلتم) خزى الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أَنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة (٣) الأَموال وقتل الأَشراف فخذوه، فهو والله خير الدنيا والآخرة".

قالوا. . فإنا نأْخذه علي مصيبة الأَموال، وقتل الأَشراف" ... ثم التفتوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائلين:

فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك؟ .. قال .. الجنة، قالوا .. ابسط يدك، فبسط يده فبايعوه.


(١) كانت العرب تقول عند عقد الحلف والجوار: : دمي ودمك، وهدمي هدمك، وهي كلمة تعني أن ذمتي ذمتك وحرمتي حرمتك، قاله ابن قتيبة وابن هشام.
(٢) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة أحد).
(٣) نهكة الأموال: نقصها.

<<  <  ج: ص:  >  >>