للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أخطر انشقاق في معسكر قريش]

غير أَن الذي حدث، هو أَن وساطة سيد الأَحابيش جاءَت لقريش بعكس ما كانت تأْمل، حيث كانت نتيجة هذه الوساطة نقطة التحول الحاسم لصالح المعسكر الإِسلامي، وتأْييدًا للمبدإِ والفكرة والتي يتمسك بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه، وهي أَن من حقهم الطواف بالبيت وليس لأَحد كائنًا من كان أَن يحول بينهم وبين مباشرة هذا الحق.

فقد قبل الحليس بن زبّان أن يكون وسيط قريش إلى ابنها النبي - صلى الله عليه وسلم - .. كانت قريش تزيَّف الحقائق وتلبس على حليفها الحليس وأَمثاله بأَن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه إنما جاؤوا بغاة معتدين يريدون هتلك حرمة البيت بالحرب والقتال.

فكان سيد الأَحابيش - حتى وصوله معسكر المسلمين في الحديبية - يحمل في قرارة نفسه عن المسلمين هذه الفكرة الخاطئة التي رسّبتها في الأذهان دعايات المشركين وأَبواق الوثنيين القرشيين.

ما ينبغي لهؤلاء أَن يصدوا عن البيت:

توجّه الوسيط الرابع (الحليس بن زبّان) من معسكر قريش داخل الحرم إلى حيث يعسكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأَصحابه خارج الحرم في الحديبية فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - مقبلًا، قال لأَصحابه: إِن هذا من قوم يتأَلهون (أَي يتعبَّدون) ويعظمِّون الإِله، ابعثوا الهدي (بفتح الهاءِ وسكون الدال، وهي الإِبل التي تساق لنحرها في الحرم تقرّبًا إلى الله) في وجهه حتى يراه، ففعلوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>