فقلت: هي لك يا رسول الله، فبعث - صلى الله عليه وسلم - بهذه الفتاة إلى مكة ففدى بها أَسرى من المسلمين هناك.
[وقفة تأمل وتدبر]
ولعل في هذا التصرف النبيل من قبل النبي الأَعظم - صلى الله عليه وسلم - أَكبر دليل على دحض مزاعم أَعداءِ الله ورسوله من المستشرقين وفروخهم في الشرق الإِسلامي الذين ينكرون على الرسول الأَعظم - صلى الله عليه وسلم - تزوجه بتسع نساءٍ، ويدَّعون أَنَّ ذلك منه بدافع الرغبة الجنسية .. والميل الشديد إلى اقتناء النساءِ.
فلو كان كما يزعمون (قبَّحهم الله) لاحتفظ لنفسه بهذه الفتاة الفزارية التي وهبها له سلمة بن الأَكوع، والتي هي (بإجماع المؤرخين) من أَجمل بنات العرب .. ولكننا نراه - صلى الله عليه وسلم - يبعث بها إلى مكة ليفتدى بها أَسرى من أَصحابه .. الأَمر الذي يؤكِّد بطلان مزاعم أَعداءِ الله الآنفة الذكر.
وقد كان من بين القتلى المشركين في هذه الحملة: النعمان وعبيد الله أَبناءُ مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر.
وذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى:(الذي ذكر أَن قائد الحملة هو زيد بن حارثة) ذكر أَن القائد زيدًا قتل أُم قرفة (الشيطانة)، أَمر بأَن تربط رجلاها بحبل بين جملين ثم زجرهما كل منهما في اتجاه معاكس فذهبا حتى قطعاها.
أما رواية الإمام مسلم (وهي المرجحة والأصح) فلم يذكر فيها قتل أم قرفة والله أعلم.