البراض القاتل. وطلب منه أن يمنع عن هوازن سلاحها المؤمن لديه، كى يسهل على قريش وكنانة التغلب على هوازن، إذا ما نشبت الحرب بينهما، فغضب عبد الله بن جدعان وقال لحرب بن أمية: أبالغدر تأمرنى؟ والله لو أعلم أنه لا يبقى منها سيف إلا ضربت به ولا رمح إلا طعنت به ما أمسكت منها شيئًا، ثم نادى منادى ابن جدعان في عكاظ من كان له سلاح قِبَلى فليأت وليأخذه فأخذ الناس جميعًا أسلحتهم، وانسحبت قريش وكنانة من عكاظ خلسة، وبعد انسحابهم وهم لمَّا يزالوا في الطريق خارج الحرم أرسل عبد الله بن جدعان وحرب بن أمية وبقية سادات قريش يبلغون هوازن سبب خروجهم المفاجئ من عكاظ وأنهم يخشون الاشتباك المسلح وتفاقم الأمر في السوق حيث تحضره عامة العرب، وبلغ هوازن آخر النهار قتل البراض عروة، فقال سيد هوازن بعكاظ، أبو البراء: خدعنى حرب وابن جدعان، وركب فيمن حضر عكاظ من هوازن وجدُّوا على متون الخيل في أثر قريش، فأدركوهم بوادى نخلة فاقتتلوا وتدرجَت قريش في الانسحاب وهي تقاتل حتى دخلوا الحرم وجنَّ عليهم الليل، فكفت هوازن عن ملاحقتهم تهيبًا من إجراء القتال في الحرم، ولكنهم اتَّعَدوا عكاظًا من العام القادم للقتال.
[المعركة الثانية من الفجار الرابع]
واستعد الفريقان للمعركة الثانية ولم يتحرَّجوا أن تكون في الشهر الحرام فأوعبت قريش وكنانة كما احتشدت كل قبائل هوازن ما عدا كعب وكلاب، وسبقت هوازن إلى سمطة من عكاظ، وجاءت قريش وكنانة فالتقى الفريقان ودارت المعركة رهيبة بين الفريقين، وكان النصر في المرحلة الأولى من المعركة لقريش وكنانة غير أن هوازن تذامروا وصبروا، فاستحرّ القتل في قريش، فساندتهم كنانة ولكن الهزيمة كانت من نصيبهم آخر الأمر حيث انسحبوا إلى جبل يقال له: رخما.
[المعركة الثالثة من الفجار الرابع]
وبعد مضى سنة التقى الفريقان بعكاظ في مكان يمال له: العَبلاء فاقتتلوا قتالًا ضاريًا وكان النصر في هذه المعركة حليف هوازن على كنانة وقرش. فقال