خيبر)، قال أبو بكر: فسألت عمرة بنت عبد الرحمن فقالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما صالح بني أبي الحُقَيق جزأَ النطاة والشق والكتيبة خمسة أجزاء، وكانت الكتيبة جُزءًا منها، ثم جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس بعرات، وأعلَمَ في بعرة منها، فجعلها لله، ثم قال: اللهم اجعل سهمك (يعني الخمس الخاص بمصالح المسلمين) في الكتيبة، فكان أول ما خرج منها الذي فيه مكتوب على الكتيبة، فكانت الكتيبة، خمس النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان السهمان أغفالًا، ليس عليها علامات، وكانت فوضى للمسلمين على ثمانية عشر سهمًا، قال أبو بكر: فكتبت إلى عمر بن عبد العزيز بذلك.
وقال الواقدي أيضًا عن حزام بن سعد بن محيصة أنه قال: لمّا خرج سهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان الشق والنطاة أربعة الأخماس للمسلمين فوضى.
وحدثني عبد الله بن عون عن أبي مالك الحميرى، عن سعيد بن المسيّب، وحدّثنى محمد (أي ابن عبد الله)، عن الزهري، قال: الكتيبة خمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فكان رسول الله يطعم من أطعم من في الكتيبة وينفق على أهله منها، قال ابن واقد: والثبت عندنا أنها خمس النبي - صلى الله عليه وسلم - من خيبر، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يطعم من الشق والنطاة أحدًا وجعلها سهمانا للمسلمين، وكانت الكتيبة التي أطعم فيها، كانت الكتيبة تخرص ثمانية آلاف وسق تمر، فكان لليهود نصفها أربعة آلاف وكان يزرع في الكتيبة شعير، فكان يحصد منها ثلاثة آلاف صاع فكان للنبي - صلى الله عليه وسلم - نصفه، ألف وخمسمائة صاع شعير، وكان يكون فيها نوى فربما اجتمع ألف صاع فيكون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصفه، فكل هذا قد أعطى منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين من الشعير والتمر والنوى (١).
[دروس في النزاهة والعفة]
وفي فتح خيبر ألقى النبي - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه دروسًا عالية، كان التمسك بها قاعدة القواعد لنزاهة الجندى المحارب المجاهد في سبيل الله تعالى، وكانت درسًا في التمسك بالنظام ورهبة الخروج عليه حتى في أحقر الأمور التي قد