للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يشأ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجرى أي تحقيق فيما نسب إلى رأس النفاق من قول خطير أو يتخذ أي إجراء ضده للمقالة القبيحة التي قال، إلا إن وجوه قوم ابن أبي من الخزرج جاءوا إليه وقالوا له .. يا ابا الحُباب، إن كنت قلت ما نقل عنك فأخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فليستغفر لك ولا تجحده فينزل فيك ما يكذبك وإن كنت لم تقله فائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعتذر له.

فحلف لقومه بالله العظيم أنه ما قال من ذلك شيئًا، ثم مشى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ يحلف له بالله أنه لم يقل شيئًا مما نقله إليه زيد بن أرقم.

[هكذا تصنع العقائد الرجال]

وقد كان لهذا المنافق الكبير عبد الله بن أبي، ابن صالح بار، فلما بلغه مقالة أبيه الخبيثة وما أشيع من استئذان ابن الخطاب في قتله، جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله (يعني والده) فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلًا فمرنى أن أحمل لك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان بها رجل أبر بوالده منى، إني أخشى أن تأمر به غيرى فيقتله فلا تدعنى نفسي أن أنظر إلى قاتل أبي يمشى في الناس فأقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر فأدخل النار".

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهذا الشاب المؤمن .. ما أردت قتله ولا أمرت به ولنحسنن صحبته ما كان بين أظهرنا، وكان لهذا الموقف الحيكم الذي وقفه

<<  <  ج: ص:  >  >>