للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحديبية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند التحلل من الإحرام -: رحم الله المحلِّقين. وقالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟ قال: يرحم المحلِّقين، قالوا يا رسول الله: والمقصرين؟ قال: والمقصّرين.

ولما سأَل الصحابة: يا رسول الله، فلمَ ظاهرت الترحُّم للمحلِّقين دون المقصّرين؟ أَجاب قائلًا: لأَنهم لم يشكّوا (١).

[قصة جمل أبي جهل]

وكان لأَبي جهل بن هشام جمل مَهْرى (٢) نجيب كان معه في معركة بدر الكبرى، وقد غنمه المسلمون فيما غنموا عقب انتصارهم الحاسم في تلك المعركة التاريخية.

وقد بقى هذا الجمل النجيب ضمن السلاح العام للدولة يغزو عليه المسلمون المغازي، كما كان هذا الجمل الفحل يضرب في لقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستاقه (معها) عيينة بن حصْن الفزاري حينما أَغارت غطفان على الغابة في غزوة ذات قرد (٣).

وإغاظة لمشركي مكة ... ساق النبي - صلى الله عليه وسلم - جمل أَبي جهل هذا ضمْن الهدي الذي تقرر نحره في مكة في عمرة الحديبية.

وفي الحديبية، وبينما كان هذا الجمل المهري النجيب يرعى مع


(١) تاريخ الطبري ج ٣ ص ٦٣٧ ومغازي الواقدي ج ٢ ص ٦١٢.
(٢) مهرى: نسبة إلى المهرة، وهم ينتسبون إلى مهرة بن حيدان من قضاعة يسكنون أقصى جنوب الجزيرة العربية شرقي حضرموت، اشتهرت بلادهم بإنجاب أجود أنواع الجمال.
(٣) انظر تفاصيل غزوة "ذات قرد" في هذا الكتاب (الفصل الأول).

<<  <  ج: ص:  >  >>