للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨ - الحجاج بن علاط (١) - بنو سليم (٢)

قال الواقدي: ولما كان من الليل عمد مالك بن عوف إلى أصحابه فعبأهم في وادي حنين -وهو وادي أجوف، ذو شعاب ومضائق- وفرَّق الناس وأوعز إلى الناس أن يحملوا على محمد وأصحابه حملة واحدة.

وعبأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه وصفَّهم صفوفًا في السّحر، ووضع الألوية والرايات في أهلها .. ثم ذكر الواقدي أسماء حملة الألوية والرايات من المهاجرين والأنصار وأهل البادية على النحو الذي فصلناه فيما مضى.

وقال الواقدي: وكانت رايات الأوس والخزرج في الجاهلية خضر وحمر، فلما كان الإسلام أقروها على ما كانت عليه. وكانت رايات المهاجرين سود والألوية بيض.

[الخيل في مقدمة الجيش النبوي]

ومع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قسم جيشه ونظمه عند التعبئة على أساس قبلي فصار الجيش النبوي يتألف من تسع وعشرين فصيلة .. فصيلتان من المهاجرين. وتسع من الأنصار. وثماني عشر من مختلف القبائل من أهل البادية. فقد أبقى تعبئة الخيل على ما كانت عليه عند دخوله مكة لتحريرها. فقد جعل الخيل (عند تحركه من مكة إلى حنين) في مقدمة الجيش، ورغم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد نظم جيشه ورتَّبه على أساس قبلي إلا أنه - صلى الله عليه وسلم - جعل (وبصورة استثنائية) القائد الشهير خالد بن الوليد قائدًا على ألف فارس، كلهم من بني سليم يقودهم ثلاثة من ساداتهم .. هم العباس بن مرداس .. والحجاج بن علاط .. وخفاف بن ندبة .. فظل خالد قائدًا عامًا للخيل حتى انتهت معركة حنين وحصار الطائف. ولم يزل خالد على مقدمة الجيش حتى عاد النبي - صلى الله عليه وسلم - من حنين والطائف إلى الجعرانة (٣).


(١) انظر تراجم القادة الذين جاء ذكرهم في هذه الجداول وكذلك تراجم القبائل في كتابنا الثامن (فتح مكة) ص ١٥٥ وما بعدها.
(٢) انظر مغازي الواقدي ج ٣ ص ٨٩٥ وما بعدها.
(٣) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٨٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>