للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوّل ما قاضيتك عليه، ردُّوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنا لم نقض الكتاب بعد، فقال سهيل: والله لا أُكاتبك على شيء حتى تردّه إليَّ فردّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فكلَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم سهلًا أن يتركه فأَبى.

فقال مكرز بن حفص وحويطب: يا محمد نحن نجيره لك. فأدخلاه فسطاطًا فأجاره، وكفَّ أبوه عنه. ثم رفع رسول - صلى الله عليه وسلم - صوته فقال: يا أبا جندل، اصبر واحتسب فإنَّ الله جاعل لك ولمن معك فرجًا ومخرجًا! إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحًا، وأعطيناهم وأعطونا على ذلك عهدًا، وإنا لا نغدر.

[تفجر المعارضة بين المسلمين من جديد]

وكان استحكام حلقات محنة أبي جندل وتعاظم مأساته بإعادته إلى أبيه رغمًا عن إرادته سببًا في تفجير المعارضة للصلح من جديد داخل المعسكر الإسلامي، فقد طغى الحزن والأسى على نفوس المسلمين واعتبروا ما نال أبا جندل من إهانة على يد أبيه المشرك دون أن يستطيع المسلمون حمايته، بسبب التزامات نبيِّهم في الصلح .. اعتبروا ذلك أول القطاف المرّ لثمار صلح الحديبية، فعادوا إلى المعارضة من جديد، وذهبت مجموعة منهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاودوا مناقشته واستجوابه مبہدين ألمهھم ومعارضتھهم للصلح، ومتسائلين: كيف ولماذا يعودون إلى المدينة دون أن يدخلوا مكة، وقد وعدهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك وهم بالمدينة؟ .

<<  <  ج: ص:  >  >>