للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلف، عندما تتحرك بقواتها من مكة لملاقاة المسلمين في بدر، لأن القبيلتين كانتا في حالة حرب يوم ذاك، حتى تعهد سُراقة بن مالك بن جعشم الكناني لقريش بأن كنانة ستتوقف عن القيام بأَيِّ عمل حربي ضد قريش عندما تكون غائبة في حرب مع المسلمين.

وقد ظلت العداوة قائمة بين قريش وكنانة بالرغم من العهد المؤقت الذي أعطاه سراقة بن مالك لقريش، بعدم التعرّض لها عندما تشتبك مع المسلمين في بدر.

[خزاعة لم تكن عدوة لقريش]

أما خزاعة فلم تكن عدوة لقريش، ومنذ عصور طويلة لم يكن بينهما وبين قريش أيُّ نزاع مسلّح، بل كانت خزاعة على وئام مع قريش قبل الإسلام وبعده حتى صلح الحديبية.

فقد كانت خزاعة أخوال قريش، وكان بُديل بن ورقاءَ ... سيِّد خزاعة نفسه يقيم في مكة وله بها دار وعائلة.

إلَّا أن خُزاعة منذ أن ظهر الإسلام كانت تبدي الولاءَ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، بالرغم من عدم اعتناقها للإسلام .. وقد رأَينا (كما في حملة حمراء الأسد المدرجة ضمن كتابنا الثاني - غزوة أُحد) كيف أَخلص مَعبَد بن أبي معبد الخزاعي للمسلمين - بالرغم من بقائه على شِركهـ يومها (١).


(١) انظر تفاصيل موقف معبد بن أبي معبد في الصفحة ٢٥٥ من كتابنا (غزوة أحد).

<<  <  ج: ص:  >  >>