قد يقول قائل: -لمعارضة استنتاجنا وتقدير هذا: - ولكن كيف تمكن أصحاب المغازي والسير من وضع جدول دقيق لقتلى الفريقين (المسلمين والمشركين) في كل من معركتى بدر وأحد بل وحتى عدد الأسرى من المشركين في بدر، وذكر اسم كل واحد من أولئك القتلى من الفريقين والأسرى من المشركين؟ .
والجواب على هذا التساؤل هو كما يلي:
١ - إن المتحاربين في هاتين المعركتين كل فريق منهم يمثل عنصرًا واحدًا أشبه ما يكون بالعائلة الواحدة بحيث يعرف كل أفراد هذه العائلة بعضهم البعض فردًا فردًا.
فقريش (مثلًا) قبيلة واحدة خرجت من مدينة واحدة وكل عشيرة بل كل العشائر القرشية تعرف بالتحديد عدد وأسماء المشركين من قريش في المعركتين.
ومثل ذلك يقال في المقاتلين المسلمين من أهل المدينة فهم عنصر واحد كذلك أشبه بعائلة واحدة يعرف أفراد هذه العائلة بعضهم بعضًا فردًا فردًا فمن السهل جدًّا التعرف على اسم الرجل الذي يفقدون في أي المعركتين أحد أو بدر، وهذا بالنسبة للفريقين المشركين والمسلمين، على حد سواء. وإذا كان الأنصار لا يعرفون أسماء كل القوات القرشية المشتركة في كل من معركتى بدر وأحد، فإن فيهم من المهاجرين (كلهم من قريش) عدد غير قليل يعرف كل واحد منهم اسم ونسب كل جندى مشرك اشترك في أي من المعركتين لأن هؤلاء المشركين نشأوا وهؤلاء المهاجرين في بلدة واحدة هي مكة، فهم أبناء بلدة واحدة ومن قبيلة واحدة هي قريش أو الأحابيش الذين يعتبرون من قريش أيضًا.
٢ - بالإضافة إلى ما تقدم فإن عدد المحاربين المسلمين في كلتا المعركتين محدود، فهم في معركة بدر حوالي ثلاثمائة، وفي معركة أحد حوالي سبعمائة، فهم مع هذا العدد المحدود، عندما خرجوا إلى كلتا المعركتين محفوظة أسماؤهم