وكان قادة اليهود عندما رسموا خطة الدفاع عن خيبر، وقرروا ضمن خطتهم أن يكون حصن مرحب (المسمى بحصن ناعم) خط الدفاع الأول لمكانه الاستراتيجى، نقلوا منه (قبل وصول المسلمين) النساء والأطفال وكل أمواهم إلى حصن النزار ولم يتركوا في حصن (ناعم) سوى حَمَلة السلاح الذين عليهم أن يدافعوا عن الحصن.
وذلك ليسهل عليهم الانسحاب من حصن ناعم إلى خط الدفاع الثاني (حصن الصعب بن معاذ) ولتكون نساؤهم وذراريهم وأمِوالهم في مأمن إذا ما قدر للمسلمين أن يستولوا على حصن ناعم. وفعلًا، فإن مقاومة اليهود عندما انهارت وعجزوا عن صدّ هجوم المسلمين على حصن ناعم، تمكنوا بكل سهولة من الانسحاب إلي خط الدفاع الثاني (حصن الصعب بن معاذ) ويدلنا على ذلك أن أحدًا من اليهود لم يقع في أسر المسلمين، أثناء معارك حصن ناعم، فلم أرَ (فيما بين يدي من مصادر التاريخ أن أسيرًا واحدًا من اليهود قد وقع في أيدى المسلمين.
[محاصرة حصن الصعب]
وبعد أن تمكن المسلمون من الاستيلاء على حصن ناعم (بقيادة علي بن أبي طالب) وتحوُّلِ اليهود إلى خط الدفاع الثاني (حصن الصعب بن معاذ) وجَّه المسلمون هجومهم على الحصن فضربوا عليه الحصار تمهيدًا لاقتحامه وفتحه.
[النبي يعطي الراية الحباب بن المنذر]
وكما أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية وقيادة المحاربين لعلي بن أبي طالب للقيام بمهمة فتح حصن ناعم أعطى الراية وقيادة الجيش للحباب بن المنذر الأنصاري للقيام بالهجوم على حصن الصعب بن معاذ فتولى أمر الهجوم حتى فتحه (١).
[المجاعة في بعض وحدات الجيش]
وقد حدث نقص خطير في المواد الغذائية بين عدة كتائب من الجيش الإِسلامي إلى حدّ المجاعة نتيجة طول الحصار وشراسة الردود في القتال أثناء
(١) إمتاع الأسماع ص ٣١٦ وما بعدها .. والسيرة الحلبية ج ٢.