للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رعبت وسعيت الهيعة (١) قال الرجل: لا نضحت عنك أَبدًا، وما فيك خير، فلما مرض الجد بن قيس ونزل به الموت، لزم أَبو قتادة بيته فلم يخرج حتى مات ودفن، فقيل له في ذلك، فقال: والله ما كنت لأُصلي عليه وقد سمعته يقول يوم الحديبية: كذا وكذا، وقال في غزوة تبوك: كذا وكذا واستحيت من قومي يروني خارجًا ولا أَشهده (٢).

[الغلام الذي أعجب الرسول بفصاحته]

كانت قبيلة خزاغة اليمنية (مسلمها وكافرها) على ولاء المسلمين ولهذا فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لما نزلوا الحديبية (وكانت قريبة من منازل خزاعة) أَحبت خزاعة إظهار مشاعر الود والصداقة للمسلمين فأَهدى عمرو بن سالم (٣) وبسر بن سفيان الخزاعيان غنمًا وجزورًا للمسلمين أَهدى عمرو، وبُسْر غنمًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَهدى عمرو بن سالم جَزورًا لسعد بن عبادة، وكان صديقًا له، فجاء سعد بالغنم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم -: وعمرو قد أَهدى لنا ما ترى فبارك الله في عمرو (٤).


(١) الهيعة، بفتح الهاء: (قال في النهاية: الصوت وتفزع وتخافه من عدو).
(٢) انظر مجمع الزاوئد ج ٦، ص ١٤٤ وسيرة ابن هشام ج ٢ ومغازي الواقدي ج ٢ ص ٥٨٧ وما بعدها.
(٣) هو عمرو بن سالم بن حضير بن سالم الخزاعي، أسلم قبل الفتح وكان أحد أعضاء الوفد الذين جاءوا إلى المدينة يبلغون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقض قريش وبني بكر صلح الحديبية باعتدائهم على خزاعة والصلح قائم، حمل عمرو أحد ألوية خزاعة يوم الفتح.
(٤) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٥٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>