للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببنى زهرة عن جيش مكة وعاد بهم دون أن يشهد أحد منهم بدرًا، وكانوا ثلاثمائة رجل.

وبنو زهرة هؤلاء، هم الذين قال فيهم أَبو سفيان تلك الكلمة التي ذهبت مثلًا - يا بني زهرة لا في العير ولا في النفير - لأَنهم لم يحضر أَحد منهم معركة بدر لم يكن أَحد منهم في العير إلى كانت سبب المعركة (١)، وكان أَبو سفيان قد لحق بقريش وشهد معركة بدر بعد أَن وصل العير إلى مكة، وقد كان أَحد الذين جرحوا يوم بدر.

أَبو جهل يعجل بالمعركة

على أَن أَبا جهل لم يكتف بما قاله من تقريع وتوبيخ لقطبى المعارضة (عتبة وحكم) ولم يكتف بإعلان معارضته، لدعوتهما السلمية، بل لخوفه من قيام معارضة أُخرى في الجيش، دفع به شيطانه إلى التعجيل بالمعركة، ليجعل الناس أَمام الأَمر الواقع، بحيث يصعب عليهم التراجع عن خوضها. فعقب سماعه بدعوة المعارضة إلى موادعة جيش المدينة والانسحاب إلى مكة دون قتال، استدعى عامر بن الحضرى (٢) الذي قتل المسلمون أَخاه في سرية عبد الله بن جحش، وطلب منه أَن يقف في الجيش ليستنهض هممهم لمحو العار عن حليفهم. بالأَخذ بثأر أَخيه من قاتليه المسلمين.


(١) وفي هذا القول نظر، لأن مخرمة بن نوفل الزهري كان أحد الذين سافروا مع العير إلى الشام وعادوا معها.
(٢) وقد قتل ابن الحضرى هذا في هذه المعركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>