للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى هذا فإن جريمة الغدر الشائن التي اتهم بها بنو قريظة خليق بها - في مثل تلك الظروف - أن لا تجازى بأَيما عقوبة أَخف، حتى في عصر المدنية هذا .. كان القاضي من اختيارهم، وكان الحكم منطبقًا أشد الانطباق مع شريعتهم المقدسة نفسها، وفوق ذلك أُدينوا بخيانة من نوع خطير".

وهنا يخاطب المؤلف الفاضل، الطاعنين في حكم الإعدام الصادر بحق بني قريظة فيقول لهم .. فهل من المنطق في شيء أن يُنتقد الرسول لهذا السبب .. إن كل اعتراض على قسوة هذه العقوبة، هو اعتراض على الشريعة الموسوية .. إنه في الواقع انتقاد لا شعورى لتلك الشريعة، وتسليم بأن شريعة أكثر إنسانية يجب أن تحلّ محلها وأيما مقارنة بالشريعة الإسلامية في هذا الصدد، خليق بها أن تكشف - في وضوح بالغ - أَيّ قانون رفيق عطوف رحم قدَّمه الإسلام إلى الناس. اهـ. (١).

[حديث الشيخ الغزالي]

ويقول الأستاذ محمد الغزالى في كتابه (فقه السيرة) معلقًا على مقتلة بني قريظة .. أجل هو القتل، وإنما تقع تبعات الحكم به على من تعرَّض له بسوءِ صنيعه وبما أسلف من نيات خبيثة لم يسعفها الحظ فتحقق، ولو قد تحققت لكان أُلوف المسلمين هلكى تحت أقدام الأحزاب المنسابة من كل ناحية، يحرِّضهم ويؤازرهم أُولئك اليهود.


(١) حياة محمد ورسالته ص ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>